مقالات

الإعجاز العلمي في القرآن .. أسرار تقديم الفاكهة على الطعام

بقلم: د. ياسر جعفر

عندما نتأمل القرآن الكريم بعمق، نجد إشارات دقيقة تحمل دلالات علمية عظيمة سبق بها هذا الكتاب السماوي العلم الحديث. ومن بين هذه الإشارات، تقديم الفاكهة على اللحم في قوله تعالى:

﴿وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الطور: 22]
وكذلك في قوله: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ۝ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾ [الواقعة: 20-21]

تثير هذه الآيات تساؤلات حول الحكمة الربانية من تقديم ذكر الفاكهة قبل اللحم. ومع تطور الدراسات العلمية الحديثة، بدأت تتكشف لنا أسرار هذا الترتيب الذي يعكس إعجازًا صحيًا بالغ الأهمية.

فوائد صحية لتناول الفاكهة

تشير الأبحاث العلمية إلى أن تناول الفاكهة قبل الوجبات الرئيسية له فوائد صحية متعددة، أبرزها: تحسين عملية الهضم: تحتوي الفاكهة على نسبة عالية من الألياف التي تحمي جدار المعدة وتساعد في تجنب عسر الهضم والانتفاخ، فضلاً عن امتصاص سريع للسكريات، فالفواكه غنية بالسكريات البسيطة سهلة الامتصاص، مما يمنح الجسم طاقة سريعة ويزيل الشعور بالجوع خلال دقائق معدودة.

كما تنشط الفاكهة خلايا جدران الأمعاء، مما يساعدها على أداء وظيفتها بكفاءة في امتصاص العناصر الغذائية لاحقًا، بالاضافة إلى تقوية الجهاز المناعي، فالفواكه مليئة بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين التي تحارب الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فضلاً عن تقليل مخاطر أمراض القلب، حيث تساهم الألياف الغذائية في الفواكه في خفض مستويات الكوليسترول الضار.

توجيه قرآني معجز

الدين الإسلامي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأرشد البشرية إلى ما فيه الخير، وها نحن اليوم نجد في تقديم الفاكهة قبل الطعام قاعدة صحية مدعومة بأدلة علمية، تبرز عظمة توجيهات القرآن الكريم.

إن هذا التوجيه يذكرنا بحقيقة أن الإسلام لا يفصل بين الروح والجسد، بل يهتم بجميع جوانب حياة الإنسان، بما في ذلك الصحة البدنية.

إعجاز علمي آخر: الثقوب السوداء

على صعيد آخر، كشف العلم الحديث عن ظاهرة “الثقوب السوداء” التي تعمل كـ”مكانس كونية” تنظف الفضاء من الغبار والدخان الناتج عن انفجارات النجوم، والعجيب أن القرآن الكريم أشار إلى هذه الظاهرة في قوله تعالى:
﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ٭ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: 15-16]
وصف القرآن لهذه الظاهرة يتطابق بشكل مدهش مع ما اكتشفته وكالة الفضاء “ناسا”، حيث وصفت هذه الثقوب بأنها تجذب كل ما يقترب منها تمامًا كالمكانس.

رسالة للتأمل

بعد هذه الاكتشافات العلمية التي تؤكد ما جاء به القرآن الكريم قبل 1400 عام، يبقى السؤال: لماذا يستمر البعض في التشكيك في هذا الكتاب العظيم؟

إن الحقائق العلمية تؤكد أن الإسلام ليس مجرد دين، بل منهج حياة شامل يعالج جميع القضايا الروحية والجسدية والعلمية.

فهل آن الأوان لمن يبحث عن الحقيقة أن يجدها في نور القرآن؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى