اليوم .. انتخاب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى ونائبه فى القمة الأفريقية 38

تُنعقد الدورة العادية الثامنة والثلاثين لقمة رؤساء الدول الأفريقية، اليوم السبت، فى أديس أبابا لمدة يومين، وتأتى القمة فى ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة، مما يعكس أهمية جدول أعمالها المكثف والطموح، ويُتوقع أن تشكل هذه الدورة محطة مفصلية فى تعزيز التكامل الأفريقى وتحقيق الاستقرار فى القارة.
وتشهد القمة فى جلسة مغلقة انتخاب وتعيين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى ونائبه، بعد تقديم المرشحين وعرض رؤاهم المستقبلية.
يُعتبر هذا الحدث محوريًا نظرًا للدور الذى تلعبه مفوضية الاتحاد فى تنفيذ سياسات الاتحاد الأفريقى وتحقيق أهدافه.
يتنافس على منصب رئيس المفوضية ثلاثة مرشحين بارزين من إقليم شرق أفريقيا هم: محمود على يوسف وزير خارجية جيبوتى منذ عام 2005، ورايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا السابق (2008-2013) والممثل السامى السابق للاتحاد الأفريقى لتطوير البنية التحتية 2018-2023، وريتشارد جيه راندريامانداتو وزير مالية مدغشقر السابق.
فى حال فوز وزير خارجية جيبوتى سيصبح أول عربى يفوز بمنصب رئيس المفوضية، إلا أن أفريقيا تنظر إلى جيبوتى على الرغم من أنها تقع فى شرق أفريقيا إلى أنها محسوبة على دول الشمال الأفريقى بحكم انتمائها لجامعة الدول العربية.
والتقديرات تشير إلى أن المرشح الكينى رايلا أودينجا هو فارس الرهان وأقرب المرشحين للفوز بالمنصب، وأظهرت تحركاته واجتماعاته فى أديس أنه متحالف مع الجزائر وجنوب أفريقيا، ومع ذلك هناك شكوك حول استطاعته الحصول على نسبة 33 صوتًا من أصوات الدول، وهو العدد المطلوب للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى ويمثل ثلثى أصوات الدول الأعضاء بالمنظمة المؤهلة للتصويت وهم 48 دولة من أصل 55 دولة عضوًا فى الاتحاد الأفريقى، حيث تم تعليق عضوية 7 دول هى بوركينا فاسو، مالى، غينيا، النيجر، الجابون، السودان، مدغشقر مؤقتًا.
وتعد فرصة مرشح مدغشقر ريتشارد جيه للفوز ضئيلة إلا إذا حدثت مفاجأت أثناء الاقتراع، وفى حالة عدم حصول أيا من المرشحين الثلاثة على نسبة ثلثى أصوات المصوتين من الدول حتى الجولة السابعة من الاقتراع، سيتم تعليق انتخابات رئيس المفوضية، وفتح باب الترشيح للدول الأعضاء من جديد وإجراء انتخابات فى وقت آخر، مع مد فترة رئاسة المفوضية لمدة سنة إلى موسى محمد رئيس المفوضية الحالى المنتهية ولايته.
وفى انتخابات نائب الرئيس، تتصدر المنافسة د. حنان مرسى من مصر والتى تشغل حاليًا منصب نائب المدير التنفيذى للجنة الاقتصادية الأممية لإفريقيا ولديها خبرة تزيد عن 25 عامًا فى منظمات دولية مثل البنك الأفريقى للتنمية وصندوق النقد الدولى وتخصصت فى مجالات إدارة الديون، كفاءة الإنفاق، تعبئة الموارد، والسياسات المالية.
ينافسها سلمى مليكة حدادى من الجزائر وهى دبلوماسية جزائرية ذات خبرة واسعة فى الشؤون الأفريقية وحاليًا سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقى.
ولطيفة أخرباش من المغرب وهى وزيرة منتدبة سابقة فى وزارة الخارجية المغربية، وتشغل حاليًا منصب رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعى والبصرى فى المغرب.
ونجاة الحجاجى وهى دبلوماسية ليبية ذات خبرة واسعة فى العمل مع المنظمات الدولية، بدأت مسيرتها الدبلوماسية عام 1992 كوزيرة مفوضة لليبيا لدى بعثة الأمم المتحدة فى جنيف والمنظمات الدولية فى سويسرا.
وفى إطار الإنقسام العربى لشمال أفريقيا والذى بات واضحا داخل المنظمة بين الجزائر والمغرب والذى أدى أخيرًا إلى فشل انتخاب كل من الجزائر والمغرب وليبيا فى الحصول على مقعد عضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى فى الانتخابات الأخيرة التى أجراها المجلس التنفيذى للاتحاد وتم تعليقها وتأجيلها، لأن الجزائر لم تستطيع الحصول على نسبة ثلثى الدول الأعضاء -الدول المصوتين بفارق صوت وذلك مع امتناع 12 دولة عن التصويت.
والجزائر لم تكتفى بتأييد أودينجا بل صار هناك تنسيقا وتحالفات وتربيطات وإجتماعات ثنائية فى أديس أبابا بين أودينجا وبين السفيرة الجزائرية سلمى مليكة حدادى المرشحة لمنصب نائب الرئيس من أجل تبادل التأييد كفريق انتخابى واحد على المنصبين، وانعكست الخلافات السياسية المزمنة بين الشقيقتين الجزائر والمغرب وتصاعدت إلى حروب إنتخابية على منصب نائب رئيس المفوضية.
بينما تعد المرشحة المغربية ذات خبرة دبلوماسية طويلة أيضًا لكنها لم تخدم فى إثيوبيا، حيث تولت منصب سفيرة المغرب فى كل من تونس وبلغاريا.
وبخلاف الانتخابات، يتضمن جدول أعمال القمة الأفريقية تقديم عدة تقارير استراتيجية تشمل مناقشة الوضع فى ليبيا ومذكرة تفاهم حول استخدام القوة الاحتياطية الإفريقية، ومشاركة الاتحاد الإفريقى فى مجموعة العشرين، وإصلاحات الاتحاد الإفريقى المؤسسية، والتى يعرضها الرئيس الكينى ويليام روتو، بهدف تعزيز فعالية مؤسسات الاتحاد، ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، فى تقرير يقدمه الرئيس السابق للنيجر محمدو إيسوفو، ويستعرض التطورات والتحديات فى تنفيذ أكبر منطقة تجارة حرة فى العالم.
وتشمل أعمال مؤتمر القمة الافريقية تقرير لجنة العشرة (C-10) بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولى، التى تواصل جهودها لتأمين تمثيل عادل لإفريقيا فى مجلس الأمن، ومناقشة دعم مركز مكافحة الأمراض فى إفريقيا، وهو محور رئيسى لتعزيز الأمن الصحى فى القارة، وتقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC)، فى إطار الجهود المبذولة لمواجهة التحديات البيئية، وإحاطة حول تنفيذ المبادرات الرئيسية لبنك التنمية الإفريقى (AfDB)، بما يعزز مشروعات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، ومناقشات تقرير المفوضية عن الوضع فى فلسطين، تأكيدًا على التزام الاتحاد الإفريقى بالقضايا الدولية العادلة، وسيتم تعيين خمسة أعضاء جدد فى مجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى أعضاء لجنة الحكماء، لتعزيز دور الاتحاد فى حفظ السلم والأمن فى القارة.
ويشمل جدول الأعمال، بنود مقترحة من الدول الأعضاء، وتشمل تسريع الوصول إلى حلول الطهى النظيف فى إفريقيا، بمبادرة من تنزانيا، وإعلان تضامن الاتحاد الإفريقى مع هايتى، ودعم بعثة الأمم المتحدة بمقترح من كينيا، وجائزة الحسن واتارا للتغذية والأمن الغذائى، والتى تقترحها كوت ديفوار لتعزيز الأمن الغذائى فى القارة، باستضافة مؤتمر الشراكة الإفريقية للمياه فى زامبيا، بهدف معالجة تحديات المياه، والتحضير للمنتدى الإفريقى للثقافة والسلام فى أنجولا، لتعزيز التفاهم الثقافى والسلام، والعدالة الاجتماعية فى إفريقيا، بمبادرة من تونس لتعزيز التقدم الاقتصادى والاجتماعى والبيئى، وتصنيف العبودية والترحيل والاستعمار كجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، بمبادرة من توغو، لإعادة الاعتبار للتاريخ الإفريقى.