فيتنام تتطلع إلى دخول عصر جديد من التقدم الوطنى

قال الأمين العام للحزب الشيوعى الفيتنام تو لام إن فيتنام تدخل عصرًا جديدًا من التقدم الوطنى بعد 40 عامًا من تنفيذ عملية التجديد، بهدف تحقيق التطلعات إلى أمة مزدهرة وسعيدة تتكامل أيضًا بشكل عميق مع العالم وتساهم بنشاط فى السلام والتعاون والتنمية العالمية.
وأشار لام فى تصريحات له مع وكالة أنباء فيتنام بمناسبة مرور 95 عامًا على تأسيس الحزب الشيوعى الفيتنامى، إلى أن عصر الصعود لفيتنام هو عصر من التنمية القوية والتسارع تحت قيادة الحزب الشيوعى لبناء أمة اشتراكية ومزدهرة وديمقراطية وعادلة ومتحضرة ومزدهرة وسعيدة لتلحق بالقوى العظمى فى العالم وتقف جنبًا إلى جنب معها.
وأعلن، أن الأولوية القصوى فى العصر الجديد هى تحقيق الأهداف الاستراتيجية بنجاح بحلول عام 2030، عندما تصبح فيتنام دولة نامية ذات صناعة حديثة ومستوى دخل متوسط مرتفع وبحلول عام 2045 عندما تصبح فيتنام دولة اشتراكية متقدمة ذات دخل مرتفع.
وسوف يتسم العصر الجديد بالمؤتمر الوطنى الرابع عشر للحزب المقرر عقده فى أوائل عام 2026، بعد 40 عامًا من تنفيذ عملية التجديد والتى سجلت إنجازات عظيمة.
ومن دولة فقيرة ومتخلفة تعانى من اقتصاد مشلول بسبب الحظر الغربى، أصبحت فيتنام دولة نامية ذات مستوى دخل متوسط، واندمجت بشكل عميق فى النظام السياسى العالمى والاقتصاد والحضارة الإنسانية.
كما تولت العديد من المسؤوليات الدولية المهمة، ولعبت دورًا نشطًا فى العديد من المنظمات والمنتديات متعددة الأطراف الرئيسية.
وأضاف زعيم الحزب، أن الأهم من ذلك هو أن فيتنام حافظت على استقلالها الوطنى وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها مع ضمان مصالحها الوطنية.
كما زاد حجم الاقتصاد الوطنى عام 2023 بمقدار 96 مرة مقارنة بعام 1986 عندما بدأت عملية التجديد، مما يجعل فيتنام من بين أكبر 40 اقتصادًا فى العالم، وواحدًا من أكبر 20 اقتصادًا فى التجارة وجذب الاستثمار الأجنبى.
وأقامت البلاد علاقات دبلوماسية مع 194 دولة ومنطقة فى جميع القارات، كما بنت شراكات استراتيجية وشاملة مع جميع القوى العظمى فى العالم.
ومن بين الإنجازات الأخرى، تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية قبل الموعد المحدد، وتحسين حياة 105 ملايين إنسان بشكل كبير، وخفض معدلات الفقر بشكل كبير.
كما تم تعزيز الإمكانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والدفاعية والأمنية بشكل مستمر.
وأكد لام، أن الفترة من الآن وحتى عام 2030 هى المرحلة الأكثر أهمية لإقامة نظام عالمى جديد، وأيضًا فرصة استراتيجية، وهى المرحلة النهائية للثورة الفيتنامية لتحقيق الهدف الاستراتيجى الممتد لمائة عام تحت قيادة الحزب، وخلق أساس متين للوصول إلى هدف الذكرى المئوية لتأسيس البلاد.
وقال: إن مفتاح النجاح يكمن فى الاستفادة الكاملة من قوة الوحدة الوطنية والعزيمة العالية والجهود المبذولة من جانب الحزب بأكمله والشعب والجيش والنظام السياسى للعمل معا لتحقيق التطلعات إلى أمة مزدهرة وسعيدة.
وإن الحزب الشيوعى الفيتنامى سعى باستمرار خلال قيادته للثورة إلى تطوير وتحسين أساليبه القيادية بهدف تعزيز قدرته على القيادة والحكم، مؤكدًا، أن فيتنام تمر الآن بمنعطف تاريخى جديد، مما يتطلب تجديدًا عاجلًا وقويًا لأساليب القيادة وتحسينها لدفع البلاد إلى الأمام.
وقال: إن السياق الجديد يتطلب من النظام السياسى تجديد وإعادة هيكلة جهازه التنظيمى ليكون أكثر انسيابية وقوة وكفاءة وفعالية، ولابد من معالجة هذا المطلب الملح بشكل عاجل وحاسم وشامل وعلمى وإنسانى لضمان أن يكون النموذج التنظيمى الجديد أفضل وأكثر فعالية من النموذج القديم.
وأضاف، لتجديد أساليب القيادة فى الحزب من الضرورى تغيير طريقة إصدار قرارات الحزب ونشرها وتنفيذها، ويجب أن تتناول القرارات بدقة مطالب ومهام ومسارات التنمية فى البلاد وكل منطقة وكل قطاع، وأن تتسم بالرؤية والقيمة العلمية والعملية والجدوى والأهمية، وأن تلهم مثل هذه القرارات الحماس والثقة والتوقع والدافع بين المسؤولين وأعضاء الحزب والقطاعات الاقتصادية والشركات والجمهور للعمل بموجبها.
وسلط لام، الضوء أيضًا على مكافحة الإسراف باعتبارها معركة صعبة ومعقدة ضد أعداء داخليين، على غرار مكافحة الفساد والظواهر السلبية.
وذكر، أن المكتب السياسى أصدر القرار رقم 192 فى نهاية أكتوبر الماضى بشأن إعادة هيكلة اللجنة التوجيهية المركزية للوقاية من الفساد والإسراف والظواهر السلبية والسيطرة عليها.
ويتضمن القرار المهمة الإضافية المتمثلة فى مكافحة الإسراف، مع التركيز بشكل أساسى على الإسراف فى إدارة واستخدام الأموال العامة والأصول العامة، بهدف نهائى يتمثل فى تعزيز ثقافة الادخار والحد من الإسراف فى جميع قطاعات المجتمع.
ويؤكد على الحاجة إلى جهود حاسمة ومتزامنة لمكافحة الفساد والإسراف والظواهر السلبية، بدءًا من المستويات الشعبية.
وقال: إن الجهود يجب أن تركز فى الفترة المقبلة على التواصل المكثف لرفع الوعى والمسؤولية بين المسؤولين وأعضاء الحزب والعمال.
ويجب على القادة فى كل منظمة، سواء فى القطاعين العام والخاص أن يقدموا مثالاً لأهمية ومسؤولية ممارسة الادخار ومكافحة الهدر.
وأن يتم تجسيد هذا الجهد من خلال الالتزامات والخطط والأهداف المحددة وأن يتم تنفيذه بانتظام وبشكل شامل، وأن يتجلى ذلك من خلال الحملات والحركات الواسعة النطاق والحماسية عبر الحزب بأكمله والشعب والجيش.
وقال لام: إن الاعتراف فى الوقت المناسب والثناء وتكرار الممارسات النموذجية فى الادخار والحد من الهدر أمر ضرورى.
ومن الضرورى أيضًا تنقيح الأنظمة وفرض عقوبات صارمة على الأفراد والمنظمات التى تتسبب أفعالها فى ضياع أو إهدار الأصول العامة.
وأكد أن حل الأسباب الجذرية للهدر فى الأصول العامة والموارد الطبيعية والموارد البشرية أمر بالغ الأهمية فى إعطاء الأولوية لرفاهية الشعب وتنمية البلاد.
وأن بناء ثقافة النزاهة الخالية من الفساد والإسراف والسلبية بين المسؤولين وأعضاء الحزب والمواطنين، ونشر هذه الثقافة على نطاق واسع فى المجتمع، يجب أن يصبح ممارسة طوعية وعادية.
لذلك من الأهمية تشجيع المسؤولين وأعضاء الحزب والمواطنين على تبنى عادة الادخار، وفى الوقت نفسه تعزيز تطبيق التكنولوجيا والتحول الرقمى والإصلاح الإدارى فى معالجة العقبات البيروقراطية والمضايقات التى يواجهها المواطنون والشركات.
علاوة على ذلك، من الأهمية بمكان منع إساءة استخدام مبادرات مكافحة الفساد ومكافحة الإسراف التى تعوق التنمية أو تحقق منافع شخصية.
وقال: عندما تنفذ منظمات الحزب وأعضائه هذه التدابير بشكل فعال فإن ثقة الجمهور فى قيادة الحزب سوف تنمو، فى حين سيتم استخدام الموارد والأصول بشكل مناسب، مما يساهم فى التنمية المستدامة ليس فقط للبلاد ولكن أيضًا للعالم.
وشدد لام، على ضرورة القيام باستعدادات جيدة بما فى ذلك العمل الشخصى للمؤتمر الوطنى الرابع عشر القادم للحزب.
وقال: إن الأفراد المختارين يجب أن يكونوا قدوة ومتميزين حقًا وأن يتمتعوا بالقدر الكافى من الشجاعة والصفات والذكاء والقدرة على القيادة والخبرة المهنية والمصداقية بين الناس وداخل الحزب للتعامل مع المهام على المستوى الاستراتيجى.
ويجب أن يظهروا حسًا قويًا بالانضباط ومستوى عال من الروح القتالية والعلاقات الوثيقة مع الناس والقدرة على تعزيز الوحدة والإجماع فى جميع أنحاء الحزب والمجتمع.
وقال لام: إن مثل هؤلاء الأفراد يجب أن يكونوا جديرين بقيادة البلاد فى مرحلة جديدة من التنمية.
وفى ظل المشهد العالمى الملىء بالفرص والظروف المواتية، والذى يتسم أيضًا بالعديد من التحديات والصعوبات، فإن فيتنام تحت قيادة الحزب الشيوعى ستتقدم بثقة إلى عصر جديد – عصر التقدم الوطنى.
وسوف يتجذر التقدم فى قوة الوحدة الوطنية العظيمة، ومواءمة نوايا الحزب مع إرادة الشعب، وتعزيز روح الاعتماد على الذات والثقة وتقرير المصير والمرونة والفخر الوطنى.
وإلى جانب روح التضامن الدولى النقية كقوة دافعة، فإن فيتنام على استعداد للمساهمة بشكل أكثر أهمية فى السلام والاستقرار والتعاون والتنمية فى المنطقة وبقية العالم.
وأكد، أن الحزب والدولة والشعب الفيتنامى يأملون أن يستمروا فى تلقى الدعم القوى والتعاون الوثيق من الأصدقاء والشركاء والشعوب المحبة للسلام فى جميع أنحاء العالم.